يجن جنوني حينما يقال لي دع عنك المثالية وعش الواقع।
ماهي المثالية أصلاً؟
وما مدى إمكانية تطبيقها؟
ولماذا لا تطبق؟
ألم تكن هي الواقع في زمن مضى؟
لماذا أصبحت مرضاً نفسياً في زمننا هذا؟
لم تخلوا كتب المنظرين منها ولكن التطبيق شيء آخر।
أليس كلام الله عز وجل وكلامه على لسان حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مثالياً؟
درسنا طوال هذه السنين المثالية وحين أتى وقت العمل اصطدمنا بالواقع!
درسنا في المدارس أن الكذب حرام ،وندرس الآن في كليتنا سياسة التكذيب والتفنيد التي أسميتها سياسة الجحود।
درسنا تحريم تقديس الأشخاص والغلو فيهم حتى الرسل والآن يطلب منا كيل المديح ووضع المسئولين في مقام الرسل!
درس الكثير نظرياً وفي التطبيق نسينا كل ما تعلمناه।
أليست المثالية هي الصواب؟
بلى والله هي الصواب وما الواقع إلا مصالح أشخاص معينين تتصادم مع المثالية التي هي مصلحة العامة।
الواقع كلام اصطنعه الغوغاء التابعين لدول وحضارات أخرى ،وليس الواقعيين إلا حفنةً من الفاشلين الذين لم يستطيعوا تطبيق ما تعلموه ولم يستطيعوا تحقيق طموحهم فضعفوا واستكانوا لمن هم أفضل منهم مادياً وحضارياً واستفادوا من بياننا نحن العرب في كيل المديح للغرب المتحضر،وفي كيل الشتائم لنا ووصفنا بالرجعيين والمثاليين -الكلمة التي اعتبرها مديحاً لنا-وبكثير من الأوصاف التي تعلموها من أسيادهم।
الكلام يطول لكن المثالية إذا وجدت رجالاً أصبحت هي الواقع وإذا وجدت غوغاء أصبحت شيئاً بعيد المنال ولا يوجد لها سبيلاً إلا في كتب الفلاسفة والمنظرين।
فليخسأ الخاسئون وعاشت الأمة العربية رغماً عن أنف المستغربين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق