ماذا وراء الربيع العربي؟!
سؤال يحيرني كثيراً.
بعد متابعتي المكثفة للساحة السياسية في الدول العربية منذ بداية الربيع العربي كما أسموه انتابني شعور غريب . بين الحيرة والألم والفرح والإستغراب الحيرة في الأوضاع السورية والمصرية والألم في الليبية واليمنية والفرح في التونسية والإستغراب في الخليجية وفي بعض الدول التي لم تقم فيها ثورات مع أنها تحتاج لها أكثر من غيرها!
لكن رأيت الجميع فرحين بكل الثورات التي أسموها ربيعاً عربياً مع إختلاف الأوضاع في كل دولة وإختلاف تنبؤات الإسلاميين عن الليبراليين فمنهم من يريدها سلفية أو إخوانية ويراها صحوة إسلامية ومنهم من يراها انفتاحاً وحرية وطريقاً لدولةٍ مدنية وتفكك القيود الدكتاتورية.
لكن يا أعزائي أنا لا أراها كذلك أبداً لأني بت أستغرب من سرعة بعض الأحداث في بعض الدول وبطئها في دول أخرى!
سيقال عني أني أؤمن بنظرية المؤامرة. قولوا ذلك فما نحن فيه ليس إلا مؤامرة ومصالح غربية إمبريالية دنيئة.
نحن لا نرى إلا الإعلام المسيس والمؤدلج ولم نرى ما يحدث في أرض الواقع ولا نعلم ما حدث بين الساسة العرب والأجانب . لذلك انبهر منا الكثير من الإسلاميين والليبراليين الذين أشك في نزاهة بعضهم وغباء البعض الآخر.
فلماذا نرى سكوت المجتمع الدولي عن إيران وسوريا والعراق الذي يقابله تدخل عنيف في ليبيا ومواقف لينة مع حلفائهم العرب كزين العابدين وحسني .
ولماذا نرى الملك حمد آل خليفة في صمت رهيب رغم الأحداث التي تحدث في بلاده؟
ولماذا نرى بعض الدول التي تحتاج إلى ثورات حقيقة تعيش في حالة من الهدوء الغريب؟!
ليس لكل هذه الأسئلة إلا جواب واحد :
نحن أمام تقسيم جديد للأمة العربية ربح فيه من ربح وخسر من خسر ولا تنتظروا الأفضل لا صحوة إسلامية ولا دولة مدنية .
نحن أمام سيطرة أمريكية إسرائيلية فارسية ستعيث في الأرض فساداً إذا ما لحقنا على ما تبقى من أشلاء أمتنا المبعثرة.
إنها سياسة الأقوى الذي يبحث عن مصالحه ولا يفكر في باقي سكان الأرض. ابحثوا عن الحق ولا تنخدعوا بالأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة فكلهم وجدوا لتقسيمنا وتقديمنا لقمةً سائغة لإسرائيل لتعيث بنا فساداً.
لآبد لنا أن نستيقظ ونرى ما يحدث على حقيقته ولا ننخدع بإعلامنا الزائف المؤدلج الذي يتبع مصالحه ولا شيئ غير مصالحه.
ولنحلم بغد أفضل مع أن الأوضاع تنبئ بالأسوأ.